مع كل عام، تقدم المزيد من العلامات التجارية أفكاراً وابتكارات رائدة تساهم في جعل القيادة الآلية قابلة للتحقيق وسهلة الوصول. ويؤكد وجود ابتكارات مثل السيارات ذاتية القيادة وأنظمة تثبيت السرعة المتكيفة أن مفهوم القيادة الآلية سيستمر في التطور أكثر وسيؤثر على الطريقة التي نقود فيها سياراتنا.
قبل الحديث عن حجم الابتكارات التي وصلنا إليها لتحقيق هذه الرؤية المستقبلية، دعونا نتعرف على مفهوم السيارة ذاتية القيادة. يستخدم هذا المصطلح للدلالة على أي مركبة لديها القدرة على تشغيل نفسها والقيام بالوظائف الضرورية دون الحاجة إلى تدخل بشري، كل ذلك عن طريق استشعار وتحليل البيئة المحيطة.
قطعت تقنيات القيادة الذاتية شوطاً كبيراً حتى في السيارات المنتشرة كثيراً والتي لا تتمتع بقدرات القيادة الذاتية الكاملة. يمكن الآن للعديد من السيارات التنبؤ بدقة بحوادث الاصطدام والتحذير من الحوادث الأخرى المحتملة وأعمال الطرق وإشارات المرور والتحذير في حالات السرعة الزائدة، وذلك باستخدام شبكات المركبات المخصصة.
وبالنظر أبعد من ذلك، تقدم العديد من العلامات التجارية للسيارات الآن أيضاً نظام الكبح التنبؤي وأنظمة الركن الذاتي الذكية لجعل تجربة القيادة أكثر سلاسة.
تقود شركات مثل "Waymo" تطوير تقنيات القيادة بدون سائق، حيث قطعت السيارات أكثر من 32 مليون كيلومتر دون أي تدخل بشري. وتؤكد هذه الشركات أننا أقرب من أي وقت مضى للتجول في السيارة دون الحاجة لوجود شخص ما في مقعد السائق، على عكس التقنيات الأخرى للمساعدة أثناء القيادة مثل نظاميّ المساعدة في الحفاظ على المسار وتثبيت السرعة التكيفي واللذين يحتاجان إلى مراقبة بشرية مستمرة.
أدى استخدام كاميرات 360 درجة وأنظمة "LIDAR" لتحديد المدى عن طريق الضوء إلى جعل القيادة الآلية أكثر فاعلية خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تتيح هذه الأنظمة للسيارات اكتشاف شكل الطريق وحركة المرور القادمة والمسافة بين السيارات وإشارات المرور وحتى مسار المشاة، وهو ما يوفر حلولاً للمزيد من المخاوف المرتبطة بالسلامة.
تستخدم العديد من الشركات أيضاً منصات المركبات ذاتية القيادة لدمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تجربة القيادة. ولا تقتصر جهود هذه الشركات على مساعدة السيارات على القيادة ذاتياً فحسب، بل تساهم في تعليم كيفية قيادة السيارة وجعل كل تجربة قيادة أكثر راحة لكل شخص. تُستخدم هذه التقنية أيضاً لتبسيط خدمات التوصيل وجعل نقل البضائع أكثر كفاءة.
إضافةً إلى ما سبق، تسعى معظم الشركات التي تستثمر في القيادة الآلية إلى التركيز على الكفاءة وتأثير المناخ، حيث ستساعد برامج التدريب السيارات على تقليل الانبعاثات، الأمر الذي قد لا يكون ممكناً دائماً للسائقين الذين يقودون السيارات التقليدية.
يمكن القول أن القيادة الآلية والمركبات ذاتية القيادة لم تعد سيارات نموذجية معروضة في معارض السيارات فحسب، بل إنها أصبحت حقيقة واقعة ويتم تقديمها في عدد متزايد من السيارات التي يتم إنتاجها في كل عام. وبالتأكيد فإن السيارة التي تقودها بالفعل تستخدم العديد من هذه التقنيات بالفعل. بعد فترة وجيزة، سينتقل مفهوم القيادة من فعلٍ تقوم به أنت إلى فعل تقوم به سيارتك بشكل كامل.